✍️ د. محمد مشتهى
كثير منا تعترضه هذه الكلمة "كن واقعياً" خصوصاً عند طرح أو مناقشة أمر ما، وهي كلمة أقرب لأن تكون دعوة للاستسلام للواقع أو دعوة للتحذير من خطورة ما يتم طرحه، أو أحياناً تكون دعوة للاستغراب مما يُطرح.
ولو دققنا جيداً في تعريف الواقعية لوجدناه هي فن الممكن، وهو ما يعني أن يتم بذل كل ما في الاستطاعة وليس المتاح فقط.
فإذا كان فن الممكن أن تستخدم كل الوسائل والأدوات المتاحة لديك ولا حدود لإمكانياتك فأنت واقعي، أما إذا دفنت رأسك بالتراب واستخدمت سياسة التبرير والاستسلام للواقع فأنت وقوعي وليس واقعي.
حتى نظرية الواقعية السياسية في العلاقات الدولية تقوم على المزيد من القوة وليس المفهوم السائد -الاستسلام والرضوخ للواقع.
على الهامش/ "القشة التي قصمت ظهر البعير" مثل شعبي دارج، فهل القشة تقصم ظهر البعير؟!! بالتأكيد لا، بل الأحمال الثقيلة هي التي قصمت ظهره، والمثل إشارة لتراكم الأحداث ثم يأتي حدث ربما يكون بسيط يعمل على تفجير مشكلة، فيصبح هذا الحدث البسيط كما القشة.